تساءل فيديو محمد علي الجديد حول علاقة الإرهاب بمصر قائلاً «إشمعنى الإرهاب بيجي لمصر طب مبيروحش لدبي والخليج ليه ؟ هيسيب دبي الغنية الفاسدة ويدخل العريش الفقيرة عشان يطبق شرع الله ؟».

رغبة محمد علي في تمثيل شخصية الخبير الاستراتيجي أوقعته في خطأ قاتل وهو علة وجود الإرهاب عامةً، فهدف الإرهاب المدعوم دوليا مثل داعش في مقامه الأول ليس تطبيق الشريعة وإنما شغله الشاغل إسقاط الدول باسم الشريعة لكن ليست أي دول وإنما الدول التي تمتلك جيوشاً نظامية من أبناء وطنها وتمثل أهمية استراتيجية على الخريطة كمصر، أو الدول التي تقع على خط التماس في الخطوط الجغرافية الحساسة بالعالم لكنها تفتقر للجيوش النظامية وتقوم على الطائفية والعرقية مثل سوريا وليبيا والعراق.

ولم يتدارك فيديو محمد علي الجديد في الرد على مؤتمر الشباب الوطني الثامن أن إمارة دبي أو حتى الإمارات العربية المتحدة بحكم الموقع الجغرافي لا يمثلون أي هدف استراتيجي، فضلاً عن أن دول الخليج بشكل عام اكتوت بنيران الإرهاب عبر عمليات إرهابية أو القبض على خلايا تجسسية بداخلها، ناهيك عن أن حجم دبي لا يساوي محافظة سوهاج.

وتناسى فيديو محمد علي الجديد أن دول الخليج في عمومها كقطر تمتلك قواعد لدول أجنبية هي راعية للإرهاب كالولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي لا يوجد في مصر إذ أنها ترفض إقامة قواعد عسكرية لدول أجنبية على أراضيها.

الأمر الأخير الذي نسيه محمد علي من فرط تقمصه لشخصية الخبير الاستراتيجي، أن الإرهاب في مصر جهة منطقة سيناء يأتي لتنفيذ أجندة استخباراتية دولية اعترفت بها إسرائيل ورجلها برنالد لويس، أما وجود عمليات إرهابية داخل قلب العاصمة فهذا أمر متعارف عليه منذ أيام الإخوان المسلمين في النصف الأخير من الأربعينيات، أي أن هذا لا يدل على ما زعمه فيديو محمد علي الجديد من ضعف الجيش.